عرفت البشريّة العلوم المختلفة منذ القدم، فقد نقلت لنا الكتب ما كتبه اليونان القدماء وما قدّموه في مجال العلوم مثل أرسطوطاليس وفيثاغورس وغيرهم، وقبل أن تصل دعوة الإسلام إلى جزيرة العرب كانت تموج في ظلمات الجهل والضّلال والتّيه.
وقد بلغ هذا الجهل بالنّاس مبلغاً كبيراً حتّى ذهب بعقولهم وبصائرهم التي عميت أن تدرك خالقها، فاصطنعت بأيديها آلهة من طين تعبدها من دون الله تعالى، وقد أذنت كلمات الوحي جبريل عليه السّلام للّنبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام ببداية عهدٍ جديدٍ للعلم والبصيرة، حينما تُليت آيات الله تعالى التي تدعو إلى القراءة والعلم، بقوله تعالى (اقرأ باسم ربّك الذي خلق).
كما حرص كثيرٌ من الخلفاء المسلمين على إنشاء دورٍ للعلم تتوافر فيها المراجع والأبحاث، ويطرح فيها العلماء ما يشاؤون من أفكار في مجالات العلم المختلفة مثل دار الحكمة، وبيت الحكمة اللّذين تأسّسا في العراق ومصر، وقد كان الخليفة المأمون يحرص على ترجمة الكتب التي تشتمل على علوم الغرب، حتّى ينتفع منها المسلمون ويرتّب على ترجمتها الجوائز الكبيرة.